في ذكرى ميلاده الـ42
العميد أحمد حسن.. قصة نجاح من «مغاغة» إلى «قمة أفريقيا»
دائما ما تقدم الكرة المصرية، العديد من النماذج الناجحة والتي تصبح مثالا وقدوة يحتذي بهم الشباب؛ من أجل تحقيق النجاح في حياتهم.
محمود الخطيب ومحمد أبو تريكة وحسام حسن وربيع ياسين، وغيرهم من النجوم نماذج مختلفة تجسد العديد من المعاني الحياتية، التي إذا أراد الإنسان أن يتخذها سبيلا يلجأ إليهم.
أحمد حسن، قائد منتخب مصر السابق، كان تجسيدا لمعنى الإصرار والطموح خلال مشواره في الملاعب، الذي دام قرابة 18 عاما لم يعرف فيه سوى طريق النجاح رغم الصعوبات العديدة التي واجهها طوال مشواره.
ويحتفل عميد لاعبي العالم، بذكرى ميلاده الـ42، اليوم الثلاثاء، حيث يستعرض "ستاد مصر العربية" أبرز المحطات نجم منتخب مصر السابق.
البداية من مغاغة
استهل الشاب الصغير مسيرته الكروية في مركز شباب مغاغة بمحافظة المنيا، وهي منشأ اللاعب قبل أن ينتقل إلى صفوف أسوان مع بداية موسم 94/93، ومع تألقه مع الفريق الجنوبي، تم ترشيحه للانضمام إلى المنتخب الأوليمبي موسم 95/94، لكنه لم يحصل على فرصته الحقيقية إلا عندما تولى الهولندي رود كرول مهمة تدريب المنتخب الأوليمبي.
وتمكن حسن، من الحصول على ذهبية دورة الألعاب الأفريقية مع المنتخب الأوليمبي، والتي أقيمت في زيمبابوي عام 1995.
الدراويش وبداية التألق
عام 1995، شهد تحولا كبيرا في مسيرة اللاعب صاحب الـ20 عاما، حينما انتقل إلى صفوف الإسماعيلي للعب تحت قيادة أسامة خليل المدير الفني للفريق في ذلك الوقت.
وتمكن اللاعب الشاب، من حجز مكانا رئيسيا له في التشكيل الأساسي للدراويش، الذي ضم العديد من النجوم أمثال أحمد فكري الصغير وأحمد العجوز وإيهاب جلال ومحمد صلاح أبو جريشة وحمزة الجمل.
وكانت بداية اللاعب مع الدراويش قوية للغاية، عندما قاد الفريق للفوز على الترجي التونسي بهدف نظيف سجله مجدي الصياد، ليصل الإسماعيلي إلى الدور نصف النهائي من بطولة دوري أبطال أفريقيا عام 1995.
وخلال موسمه الأول مع الإسماعيلي، اختير أحمد حسن كأفضل لاعب صاعد في مصر، فضلا عن انضمامه إلى المنتخب الأول تحت قيادة كرول الذي ضمه إلى القائمة المشاركة في بطولة الأمم الأفريقية عام 1996، لكنه لم يشارك بصفة أساسية في تلك البطولة.
في الموسم الثاني له مع الدراويش 97/96، ساهم أحمد حسن في حصول الفريق على لقب كأس مصر تحت قيادة علي أبو جريشة.
قذيفة حسن مسك ختام مهمة بوركينا فاسو
تألق أحمد حسن، مع المنتخب الوطني خلال بطولة كأس الأمم الأفريقية التي أقيمت في بوركينا فاسو عام 1998، وساهم في حمل الفراعنة للكأس للمرة الرابعة على التوالي.
ولا ينسى أحد قذيفته المدوية، بعد 3 دقائق فقط من بداية المباراة النهائية أمام جنوب أفريقيا، والتي سهلت مهمة الفراعنة في حصد اللقب قبل أن يسجل طارق مصطفى الهدف الثاني.
أحمد حسن يسطع في سماء الأتراك
بعد الفوز مع المنتخب الوطني ببطولة الأمم الأفريقية عام 1998، قرر أحمد حسن خوض التجربة الاحترافية عبر بوابة تركيا التي شهدت عدة محطات في مسيرة اللاعب الكروية.
البداية في تركيا، كانت عن طريق فريق كوكالي سبور، واستمر اللاعب في صفوف الفريق حتى عام 2000.
انضم اللاعب بعد ذلك إلى صفوف دينيزلي سبور موسم 2001/2000، ولم يستمر مع الفريق سوى 6 أشهر فقط قبل أن ينضم إلى صفوف جنتشليربيرليجي التركي والذي لعب معهم حتى عام 2003.
وخلال تلك الفترة، لم يتمكن اللاعب من قيادة منتخب مصر للوصول إلى مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002، كما ودع الفريق الوطني بطولتي الأمم الأفريقية عام 2000 و2002.
المحطة الأهم في مسيرة أحمد حسن، كانت عن طريق بشكتاش التركي والذي انضم إلى صفوفه عام 2003 واستمر في صفوفه حتى 2006، وقدم مستويات مميزة للغاية مع الفريق التركي، وتمكن من حصد بطولة كأس تركيا في موسمه الأخير مع الفريق.
وحصل حسن على شعبية كبيرة من الجمهور التركي، وتحديدا جمهور بشكتاش خلال تلك الفترة حتى صار أحد النجوم المفضلين في صفوف الفريق.
إنجاز الأمم الأفريقية ورحلة بلجيكا
شهد عام 2006، تحولا جذريا في مسيرة لاعب الوسط المتألق مع المنتخب الوطني، بعدما تمكن من قيادة الفراعنة للفوز ببطولة كأس الأمم الأفريقية للمرة الخامسة في تاريخ المنتخب الوطني.
وكان حسن أحد هدافي البطولة برصيد 4 أهداف خلف الكاميروني صامويل إيتو هداف البطولة برصيد 5 أهداف.
عقب التتويج بالبطولة الأفريقية، انتقل إلى صفوف أندرلخت البلجيكي، وكتب اللاعب صفحة جديدة في مسيرته الناجحة بعدما قاد الفريق البلجيكي موسم 2007/2006 للفوز ببطولة الدوري كما توج مع الفريق أيضا ببطولة كأس السوبر البلجيكي عام 2007، وكأس بلجيكا عام 2008.
إنجاز جديد مع الفراعنة والعودة إلى أرض الوطن
قاد أحمد حسن، المنتخب الوطني للفوز ببطولة الأمم الأفريقية التي استضافتها غانا، ليحصد الفراعنة اللقب للمرة السادسة، ويرفع اللاعب الكأس بصفته قائد المنتخب الوطني للمرة الأولى في مسيرته.
عقب الحصول على البطولة الأفريقية، قرر اللاعب العودة إلى مصر وخوض تجربة اللعب في الدوري المصري عبر بوابة الأهلي.
مشوار ناجح آخر، خاضه اللاعب مرتديا قميص الأهلي وسط كوكبة من نجوم المارد الأحمر والمنتخب الوطني.
وحصد اللاعب بطولةالدوري الممتاز 3 مرات متتالية مع الأهلي، مواسم 2009/2008، 2010/2009، 2011/2010.
وتوج مع القافلة الحمراء ببطولة دوري أبطال أفريقيا عام 2008، وكأس السوبر الأفريقي عام 2009، وكأس السوبر المصري عامي 2008، 2010.
واختتم اللاعب مشواره مع الأهلي مع نهاية موسم 2011/2010، عندما وجّه له الجهاز الفني بقيادة مانويل جوزيه الشكر وعدم وجود نية للتجديد معه.
وواصل اللاعب نجاحاته في تلك الفترة مع المنتخب الوطني، بعدما تمكن من قيادة الفراعنة للفوز بكأس الأمم الأفريقية 2010 التي أقيمت في أنجولا، للمرة السابعة في تاريخ الفراعنة والرابعة في مشوار اللاعب.
ختام المسيرة في القلعة البيضاء
انتقل اللاعب إلى نادي الزمالك بداية من موسم 2012/2011، وقضى في صفوف الفريق لمدة موسمين فقط، حصل خلالها على لقب كأس مصر عام 2013.
أحمد حسن العميد
29 فبراير 2012، في ذلك التاريخ حصل أحمد حسن على لقب عميد لاعبي العالم، بصفته أكثر لاعب مشاركة في المباريات الدولية وذلك عقب مشاركته في مباراة ودية أمام النيجر ليصل رصيده إلى 179 مباراة متخطيا محمد الدعيع حارس مرمى منتخب السعودية السابق برصيد 178 مباراة.
فشل حلم المونديال
أكثر اللحظات فشلا وحزنا في مشوار اللاعب، عندما فشل في قيادة المنتخب الوطني لبطولة كأس العالم عام 2010، بعدما خسر الفراعنة مباراة أم درمان الفاصلة أمام نظيره الجزائري.
وخلال مشواره الدولي، فشلت محاولات اللاعب في قيادة المنتخب للمونديال أعوام 1998 و2002 و2006 وحتى في ختام مشواره مع المنتخب الوطني تحت قيادة بوب برادلي والذي ودّع التصفيات المونديالية بخسارة قاسية أمام غانا 1/6.